أهرمات الجيزة هي واحدة من المنشآت اللي حيرت العلماء والباحثين لقرون كثيرة وخصوصًا الهرم الأكبر هرم خوفو المكون من 2.3 مليون ألف حجر والأحجار دي ثقيلة جدًا لدرجة أن وزن الحجر الواحد منهم يتعدى 70 طن وفي نفس الوقت الهرم إرتفاعه عالي جدًا حوالي 150 متر أنا عارف إن معظمنا مش بيحب لغة الأرقام لكن الأرقام دي فعلًا مهولة للارتفاع العالي دا
المهمة دي صعبة علينا إحنا في العصر الحالي حتى مع وجود التكنولوجيا والمعدات وأساليب البناء الحديثة ازاي المصريون القدماء من أكثر من أربعة آلاف سنة فاتوا استطاعوا بناء الهرم الأكبر ولا كان عندهم تكنولوجيا ولا معدات ولا أي حاجة وكل اللي كان عندهم مجموعة من الأدوات المعدنية البسيطة وبعض الأخشاب والأغرب من دا كله هو إزاي الناس دي استطاعوا تثبيت الحجارة بتاعت الهرم فوق بعضها من غير أي مواد والإجابة على السؤال دا
حاجة من الاتنين يا الناس دي مخاوية لا سمح الله أو إنهم قدروا يوصلوا لطريقة معينة في البناء مش محتاجة ولا تكنولوجيا حديثة ولا أدوات معقدة لكن طريقة بسيطة جدًا ومن كتر بساطتها ما خطرتش على بال
هنجاوب من خلال هذه المقالة على سؤال إزاي الفراعنة بنوا الأهرامات سؤال إزاي الفراعنة بنوا الأهرامات ده موجود فيه مجموعة كبيرة من النظريات بعضها مرفوض تمامًا والبعض الآخر مقبول وبعضها طريف إلى حد ما زي مثلًا :
واحدة من الفرضيات تتبنى فكرة إن اللي بنوا الاهرامات دي هم المخلوقات الفضائية أيوه بالظبط كده ورغم إن الموضوع يظهر إنه شيء مضحك بالنسبة للبعض إلا إنه بالفعل منتشر مجموعة من الدراسات والابحاث بخصوص هذا الموضوع وعدد كبير من الناس مؤمنين تمام الإيمان إن اللي بنوا الأهرامات هما المخلوقات الفضائية
![]() |
لكن طبعا الكلام مش منطقي بالمرة ومجرد فرضية وليس أكثر ومن الأشياء الغريبة اللي منتشرة في أذهان بعض الناس هو اعتقادهم بأن الفرعنة كانوا عمالقة واجسامهم طويلة وبالتالي ناس عملاقة زي دول سهل عليهم إن هما يرفعوا الحجارة بأيديهم وينقلوها من مكان للتاني ويبنوا الهرم بكل بسيط ومش بعيد كمان يكونوا كان بيحدفوا الحجارة البعيدة وطبعا الكلام دا برضو غير صحيح وده بدليل إن أجسام مميوات الفراعنة اللي موجودة في المتاحف ليست أجسام ضخمة لكنهم في حجم أي واحد تاني من البشر وكمان لو نظرنا إلى التوابيت الخاصة بهم الموجودة في المقابر والمتاحف أو حتى داخل الأهرامات نفسها نجد أن مقاسات التوابيت عادية جدًا
وليست ضخمة وبالتالي الفرعنة أجسامهم كانت مثلنا
القصة التقليدية عن كيفية بناء الفراعنة للأهرامات اللي نعرفها وإحنا صغيرين؟
إنهم نقلوا الحجارة دي من جنوب مصر وجابوها لحد موقع الهرم الحالي ونقلوا 2 مليون حجر وزنهم أطنان خلال المسافة المهولة دي ما علينا وأخيرًا بقى عملوا ساتر ترابي حول الهرم وبعدين جروا عليه الحجارة الضخمة دي فوق بكر اسطواني من الخشب وشدوها بالأحبال عن طريق السيران والعمال و بانوا الأهرامات وبالرغم من إن القصة مرت علينا مرور الكرام لكن محتاجين نقف عندها شوية .
علميًا لكي تنفذ هذه الطريقة لازم الساتر الترابي ده يكون خرصانة مسلحة لإن ساتر من التراب مستحيل يتحمل وزن 70 طن بيتحرك عليه لأنه ببساطة هيهبط وينهار وكمان البكر الخشب مش هيتحمل الأحمال دي برضه ومحتاجين على الأقل عجلات من الصلب تكون قوية جدًا لأننا نتحدث عن 70 طن وبالتالي طريقة البكر الخشب والساتر الترابي ده كله مش منطقي .
وحتى لو افترضنا إنهم نفذوا الطريقة دي فحجم الساتر الترابي اللي بيحكيلنا عنه ده لازم يكون أكبر من حجم الهرم بعشر مرات وبعض المفكرين بيقولوا إن بناء الساتر الترابي العملاق دا وبناء الطرق المهولة دي حولين الهرم وبعد كده إزالتها بدون ما يكون ليها أي أثر بعد كدا دا في حد ذاته إنجاز يفوق إنجاز الهرم نفسه
وعلميًا مستحيل إزالة الساتر والطرقات العملاقة دي من غير ما يبقى لها أي أثر وإحنا بالفعل لم نرى لها أى أثر لحد النهاردة وده بيخلي الحدوتة دي كلها على بعضها غير صحيحة
بعض الفرضيات اللي ظهرت حديثًا في محاولة لتأييد النظرية السابقة إن في باحثين خمنوا إن الفراعنة أثناء شدهم للحجارة الموجودة فوق البكر الخشبي ده كانوا بيرشوا عليها مياه مما يسهل حركة البكر ويقلل القوة اللي محتاجنها علشان يحركوا الحجارة دي للنص تقريبا أما بالنسبة للنقطة التى تقول ازاي الفرعنة نقلوا 2 مليون حجر ضخم من جنوب مصر إلى الموقع الحالي في الجيزة
فالباحثين يرجحوا أن المنطقة الصحراوية الموجود فيها الهرم كانت عبارة عن منطقة نهرية وكان موجود فيها قنوات وتفريعات متعددة من نهر النيل وبالتالي نقلوا الحجارة دي عن طريق المياه لكن طبعًا في النهاية كلها محاولات لتبرير الطريقة السابقة زي ما قلنا .
لكن مع كل هذا ما زالت الطريقة غير منطقية بالمرة وتحتوي على تساؤلات كثيرة ليس لها أي إجابة وأهم هذه التساؤلات كيف رفعوا الحجارة الضخمة للارتفاعات المهولة غير بدون أى رافعات أو طائرات أو معدات حديثة ؟
لكن طبعًا محدش جاوب هل الفراعنة مثلًا كان عندهم جهاز بيخليهم يلغوا الجاذبية في منطقة معينة فيرفعوا الحجارة بسهولة ويجي فرعون هب لفوق تطلع الحجر مكانه؟ للأسف برضو مافيش أي دليل على ده
دعنا ننتقل سريعًا لنقطة مهمة وهي كيف أن هذه الحجارة الخاصة بالهرم تم تثبيتها فوق بعضها بدون استخدام مواد أسمنتية ؟
وكانت الإجابة اللي قليت من زمان برضو؟ إنهم ثبتوا الحجارة فوق بعضها عن طريق ما يسمى بخلخلة الهواء ودي ببساطة إنهم بيحطوا حجرين فوق بعض ويبدأوا بطريقة ما إنهم يفرغوا ذرات الهواء اللي موجودة بين الحجرين وبالتالي بتبدأ الحجارة تتثبت فوق بعضها وكأن فيه مادة لاصقة موجودة بينهم بس برضو مافيش أي دليل على الكلام دا وكله مجرد تخمين لأن موضوع تفريغ الهواء في حد ذاته محتاج تقنيات متقدمة .
واحدة من أكثر الأشياء المدهشة بخصوص الأهرامات أنهم كيف جعلوا أسطح الحجارة مستوية بدقة شديدة . الحجارة الخاصة بالهرم على شكل مكعبات ومتوازيات ومستطيلات منتظمة الشكل ومن المفترض أن هذه المكعبات تم نحتها تخيل معي أن هذا النحت يتم بمعدات بدائية وأدوات بسيطة والتي تعتبر في حد ذاتها عملية إنتحارية
تسوية سطح 2 مليون حجر موضوع يحتاج لمجهود خيالي وعماله غير عادية بالتالي فكرة نحت الصخور هى أيضًا غير منطقية وبهذا نجد أن كل الطرق والفرضيات التى قرأناها إلى الآن ليست صحيحة
دعنا نكمل؟ كيف سيكون رد فعلك إذا قلت لك أن المكعبات الصخرية التي بنى منها الهرم اتصبت في مكانها زي ما بنصب الخرصانة العادية بالضبط وإن هذه الصخور لم يتم نحتها ولا أي حاجة .
هذا الكلام قالوا الباحث السويسري فوندانكن والفرنسي جوزيف ديفيدوفيتز
" إن الفراعنة في هذا الوقت كانوا عارفين طريق عمل خلطة معينة تكون صخر مصطنع اشد صلابة من الخرصانة اللي بنستخدمها النهاردة والخلطة دي كانت عبارة عن طين وبعض المواد الكميائية اللى بيتم تسخينها .
هذا الخليط عندما يجف يكون شكله مثل الصخر الطبيعي بالضبط ويستطيع أن يعيش لآلاف السنين
وتخيل إن باستخدام هذه الفرضية السهلة دي هنحل كل المشاكل اللي كنا مقابلنها مع كل الفرضيات اللي قبلها هنكون في غنى عن إن إحنا نقطع وننحت الصخور بدقة عالية مش هنحتاج ننقل الصخور لمسافات مهولة مش هنحتاج برضه لرفع الصخور لهذا الارتفاع الكبير دا كله
هؤلاء العلماء توصلوا للنظرية دي إزاي والموضوع دا كيف بدأ ؟
البداية أنه كان هناك مجموعة من العلماء بيبحثوا عن غرفة سرية داخل الهرم وعرضوا الهرم بالكامل لمجموعة من الأشعة وفجأة لاحظوا أن الأجهزة تعطي نتائج متضاربة وغير منطقية مع أن الأجهزة سليمة وليس بها أي عطل وكان التفسير الوحيد لما حدث أن الصخور الخاصة بالهرم داخلها كمية مياه كبيرة جدًا وعلميًا إن كمية المياه مش ممكن تكون موجودة في صخور طبيعية وهذا جعلهم يميلون لفكرة أن الصخور قد تكون مصنعة أو صخور تم بنائها .
بعدها جاء جوزيف عمل تجربة عملية وحاول أن يصل لخلطة شبيهة للخلطة دي والتجربة نجحت وحصل على نتائج إيجابية وفعلاً استطاع أن يصنع صخور بالأحجام دي وكمان متلصقة مع بعضها البعض
وحاليًا القائمين على البحث بيحاولوا يوصلوا لتركيب هذه الخلطة التى استخدمها الفراعنة ويقولون : " إن سر هذه الخلطة من الأسرار الكثيرة للفراعنة مثل أسرار الفلك والكيمياء و التحنيط
وأخيرًا صخور الأهرامات كانت عبارة عن مادة أشبه بالخراصنة الأسمنتية السائلة اتصبت في قوالب فارغة مستطيلة الشكل وعندما تجف تصبح صخور متماسكة وهذه الطريقة التي تم بها بناء هذا الصرح العظيم
وليس ببعيد أن يكونوا قد استخدموها في المباني الأخرى مثل : المعابد والمسلات الضخمة
طبعا لن نقول إن فرضية الصب هذه هي الصحيحة لكننا نقول إن هذه الفرضية إلى حد ما هي أكثر الفرضيات المنطقية والمقبولة .
وممكن يظهر في يوم من الأيام نظرية ثانية توضح الموضوع أكثر وأكثر وأخيرا لا يستطيع أحد أن ينكر أن الفراعنة قد وصلوا إلى درجة من العلم في بعض المجالات لن نستطع أن نصل إليها إلى اليوم . وهذا على الرغم من التقدم والتكنولوجيا الحديثة التى نمتلكها
وبهذا نكون قد أجبنا عن سؤال إزاي الفرعنة بنوا الأهرامات ؟