قصة عقبة بن نافع الفصل الثاني عشر أخطر معارك عقبة
مضمون الفصل :
تدور أحداث هذا الفصل حول
إعادة عقبة تنظيم الجيش استعدادًا لفتح إفريقية
، وحديثه مع أولاده عن الجهاد والاستشهاد
في سبيل الله ، وإلقائه كلمة في جنوده أكدَّ لهم فيها أنَّ الإسلام حرَّر البربر
من الظُّلم والاستعباد ، ووصيته لجنوده بالشدة على أعدائهم والرجمة بمن يسالمونهم
.
لبث عقبة
بضعة أيام في القيروان يعيد تنظيم الجيش ويرتب الميمنة والميسرة والقلب حتى أصبح
الجيش على أهبة
الاستعداد للفتح
عقبة يحدث أولاده عن الجهاد :
وفي
الليلة التي حددها عقبة لبدء الفتح سهر حتى ساعة متأخرة من الليل مع أولاده يحدثهم
عن الجهاد والاستشهاد قال لهم في مقال : " إنني قد بعت نفسي لله عز وجل فلا أزال أجاهد من
كفر بالله " ثم أوصى بما يجب أن يفعلوه بعده ولما أذن المؤذن لصلاة الفجر قام
وأدى الصلاة ثم قبل أولاده وركب جواده وانطلق أمام الجيش متجهًا إلى الزاب وهي
المدينة التي يطلق عليها اسم قسنطينة اليوم بالجزائر وقبل أن يغادر القيروان
استخلف عليها زهير بن قيس البلوي في خمسة آلاف من الجند
حماسة عقبة للجهاد رغم كبر سنه :
رفع عقبة
شعلة الإسلام التي أضاءت من برقة حتى القيروان مرة أخرى وتهيأ لليوم الموعود الذي
يتم فيه افتتاح إفريقية وتعلو راية الله فيها فقد استبعد من ميدان الجهاد سبع
سنوات ودع خلالها العقد السادس من عمره ومع ذلك ظل متوقّد الحماسة لخوض المعارك في
سبيل الله إنه الآن في الثانية والستين من عمره فقد أمضى معظم حياته إما رائدًا
دينيًا يعلم الناس شؤون دينهم وإما مجاهدًا في سبيل الله يفتح المدن والأمصار
ويعلي كلمة الله في الأرض .
شمس الإسلام لا تغيب أبدًا :
وحانت منه نظرة نحو المشرق فوجد الشمس تتهادى
بأشاعاتها الذهبية رويدًا رويدًا وتلف الكون في غلالة من النور وقال يحدث نفسه :
" إننا نحمل إلى العالم شمسًا لا تغيب أبدًا إنها القرآن شمس الإسلام شمس المثل العليا
والأخلاق الفضلة إن هذه الشمس لابد أن تسطع في كل مكان إن ليلة الوثنية قد آذن
بالزوال .
أثر الفتح الإسلامي في حياة البربر :
ثم نظر
إلى الضباط المسلمين الذين أمسكوا بأعنة خيولهم ووقفوا في مقدمة الجيش ينتظرون
الإذن لهم بالتحرك وقال لهم : " لقد
جئنا هذه الأرض وكانت تموج بالظلم وكان أهلها يرصفون في قيود الاستعباد البيزنطي
ويبيعون أولادهم ليدفعوا الضرائب لسادة الرومان فحررنا القبائل من الحكم البيزنطي
وجعلنا الناس سواسية في الحقوق والواجبات وأدينا للفقير حقه من مال الغني وعوّضنا
الأجراء عن سنوات الظلم والإجحاف فأصبح الأجيرُ يأخذ أجره قبل أن يجف عرقه كما
أمرنا الإسلام ونحن يا معشر المسلمين على أبواب معارك دامية فلنكن فيها أشداء على
أعدائنا رحماء بمن يسالموننا ويدخلون في دين الإسلام انطلقوا على بركة الله "
.