بر الوالدين هو خلق عظيم أمر الله تعالى به ، وكذلك النبي ، وحذر الإسلام من التهاون فيه و  نهى عن العقوق، قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ . ولما سأل أحد الصحابة رسول الله ﷺ : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من ، قال : أبوك .

وقال رسول الله ﷺ : (من أرضى والديه فقد أرضى الله . إذن طاعة الوالدين من طاعة الله تعالى وهي من الأمور التي يترتب عليه الأجر عظيم. وبر الوالدين صفقة رابحة يرى الإنسان بركتها في ماله وبيته وعمله وعمره والخير في كل مرة على عكس العاق التي تنزع البركة والخير من كل أمره .

بالإضافة إلى سوء الجزاء الذي سيلقاه في الآخرة. وعلينا أن نعرف أن بر الوالدين هو رد لجميل فضلهما، ففضل الوالدين على أبنائهما عظيم، فقد بذلا في سبيل راحة أبنائهما الكثير من التعب والسهر فهذ الأم تحول أبناءها تسعة أشهر طوال، وتذوق من آلام الولادة الكثير ليرى أبناؤها النور، وهذا الأب يكدح ويتعب لتحصيل الرزق وتأمين حياة كريمة لهم، بالإضافة إلى ما يجد من كد وتعب في التربية والتنشئة ليصبحوا أبناء صالحين يواجهون الحياة.

ولقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي عن فضل الأم وتربيتها:

الأم مدرسة إذا أعددتها  أعددت شعبا طيب الأعراق

وواجب الأبناء تجاه الآباء هو البر في كل صوره ، ومن صور البر طاعتهما وتنفيذ أوامرهما في غير معصية، وعدم التأفف والتذمر منها، وخفض الصوت في حضرتهما، ومساعدتهما في أداء الأعمال التي يرغبون فيها، بالإضافة إلى احترامهما وإجلالهما في المجالس، وتوفير ما يحبان من المأكل والمشرب والملبس على قدر الحال، بل يجب تفضيلهما على النفس في ذلك. حتى بعد مماتهما لا ينقطع بر الأبناء للوالدين والتصدق عليهما، ويستمر الدعاء لهما وتسديد ما عليهما من حقوق وديون وأموال، وصلة الرحم وعدم قطعها مع أصدقائهما وإكرامهما. فلنحرص على هذه القيمة ابتغاء مرضاة الله أولًا، ورغبة في أن يبرنا أولادنا في المستقبل ويحسنوا إلينا كما أحسنًا ثانيًا، فهذه الدنيا عمل وجزاء.

قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلَّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. )